| موضوع: من مجالس ذمشق الإثنين يوليو 06, 2020 5:33 pm | |
| هالكتاب كثير مهم عم بيحكي عن اغلبية المشكلات الحضارة وكيفية معالجتها .هالكتاب موجود بين دفتي مكتبتي . حينما قرأته اكتشفت كم ان هذا الكاتب موسوعة ورهيب من حيث الفكر والنقد والاطلاع .وكما ذكر احد عنهم أن الكتاب يستحق أربعة نجوم ولكن فكر ( مالك بن نبي ) يستحق خمسة نجوم بجدارة. يأتي كتاب مالك بن نبي "مجالس دمشق"، ضمن سلسلة ـ مشكلات الحضارة ـ بدأها في باريس ثم تتابعت حلقاتها في مصر فالجزائر. فهو يُعد زُبدة مجالس عقدها مالك بن نبي في دمشق على مدار ثلاثة أشهر .
أما مادة الكتاب، فهي ست محاضرات ألقاها "مالك بن نبي" في دمشق بين سنتي 1971 و1972، عناوينها: 1 ـ مفاهيم: القابلية للاستعمار، الحضارة ـ الاسلام؛ 2 ـ الثقافة والأزمة الثقافية؛ 3 ـ الحقوق والواجبات؛ 4 ـ المرأة والرجل أمام واجبات واحدة؛ 5 ـ دور المسلم ورسالته؛ 6 ـ رسالة المس
فهو يرى فيه منحة شباب دمشق المسلم إلى الفكر الإسلامي، لأن هؤلاء الشبان هم الذين سجلوها على مسجلاتهم، ثم نقولها كتابة، ثم بيضوها وصيروها كتابات وعنوان كتاب "مجالس دمشق" يستعيد ما كان لمجالس الفكر والأدب من دور في نمو التراث التاريخي للحضارة الإسلامية. فالمجالس تواصلٌ تنمو فيه شبكة العلاقات الاجتماعية وتتفاعل فيه الأفكار، وسبل توظيفها حينما تربط بين الأفكار وحدة المشكلات. والمجالس التي حثت عليها السيرة النبوية هي مجالس التفكر الدائم في آيات الله وسبل توظيفها في السلوك واقتحام العقبة كما تشير الآية الكرمية (وهديناه النجدين، فلا اقتحم العقبة) هذه الآية هي المحور الأساس في تأسيس بن نبي لمعايير إدراك المشكلات من ناحية، ومواجهتها بقوة الواجب الذي يمثل الرصيد الاجتماعي للنمو في مسيرة التاريخ. فالحديث عن الثقافة والحضارة يأتي توصيفاً لحركة المجتمع، حينما يقص التاريخ نبأ القوم في زمن من تداول الأيام. إنها رؤية خارجية لحركة داخلية، وتبقى حركة التواصل الاجتماعي هي المدى الذي تنمو فيه الأفكار الجامعة في وحدة الرؤية، حين تمنحها قوة الضمير روح الإطار، والبيئة التي تنمو فيها مسالك التربية والتأثير في بناء الشخصية الجديدة. لذا تبدو فكرة المجالس والتذكر مؤشر النمو في مسيرة الحضارة، لأنها تواصلٌ قلق دائماً، يطرح السؤال لينتج في إطار وحدة الأهداف والمعايير مطالع الآفاق الجديدة. كان ذلك كله في مسيرة الحضارة الإسلامية في عقود اندفاعها منذ العهد الأول إلى العهود التي تلت، يقابل هذا كله فكرة الصالون (salon) التي نشأت على الصعيد الأدبي في فرنسة وأوروبة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وقد أسس ذلك لنموذج ثقافة أوروبة وتطورها مع عصر الأنوار. من هنا نستطيع أن نرى في مجالس دمشق، نموذجاً من مجالس بن نبي في القاهرة ثم دمشق، حين اتصل فكره عام 1956 بالطلاب. كانت القاهرة في ظل الخمسينات والمدّ الناصري ملتقى القادمين من بلاد الشام والمغرب ليتابعوا دروسهم الجامعية في القاهرة. فالدراسات التي قدمها بن نبي في هذه المرحلة هي الجواب على تساؤل حول مفردات نظريته حين غدا مصطلح (القابلية للاستعمار) بمثابة قنبلة فجّرت في المدارك رتابة الحاضر وأوهام المستقبل. من هنا اعتبر بن نبي كتاب "مجالس دمشق" حصاد وجهد مشترك من الأفكار بين السائل والمناقش والمجيب، فالمناقشة التي طرحت في نهاية كل حديث فتحت آفاق مشروع بن نبي لمحطات. ورجال دمشق ومثقفوها منحوا فكر بن نبي اهتماماً وضيافة تشير إلى تقاليد بلاد الشام في الاحتفاء بالقادمين إليها من المغرب منذ الأمير عبد القادر الجزائري إلى المحدث الشهير الكتاني، لا ننسى محيي الدين بن عربي الأندلسي الذي وجد إطاره المتصوف والفلسفي في قطاع الشرق في أجواء دمشق، في زمن غروب شمس الأندلس. من هنا نستطيع أن نضع تحت عنوان "مجالس دمشق" سائر ما قدمه بن مالك بن نبي في دمشق من محاضرات ومجالس ومعارف شخصية، وثقت الصلات والأفكار معاً.
قال احد عنه : دهشت في مقدمة هذا الكتاب كيف أنه جمع من بعض النسوة اللاتي ألقيت عليهن محاضرات مالك بن نبي في جوامع دمشق منذ مايقارب 43 سنة... وأن المشرفة عليهن كانت تدرس وتلقي محاضرات مالك بن نبي عليهن قبل اجتماعه بهن بسنين.. أتساءل أين هن هؤلاء اليوم كيف تغير الاتجاه الثقافي والفكري في حلقات المساجد للأسف...مات مالك بن نبي ودفنت معه تلك المجالس
| |
|