| موضوع: وثيقة الاستقلال الثلاثاء يونيو 16, 2020 9:56 am | |
| إعلان الاستقلال هو الوثيقة التأسيسية لدولة إسرائيل أو الكيان الصهيوني ويُعتبر بمثابة رؤية تعبر عن حلم قيام دولة إسرائيل على أرض دولة فلسطين للتعبير عن معتقداتها التاريخية والدينية المرتبطة بأرض الميعاد منذ عقود طويلة من الصراع . على هذا النحو ، فهو يشبه إعلان فرنسا لحقوق الإنسان والمواطن ، وبريطانيا ماجنا كارتا ، وإعلان الاستقلال الأمريكي. فعلى الرغم من أنه تم تأليفه في وقت التوتر الشديد ، إلا أن الإعلان مقتضب ، ومكتوب بلغة مُعبرة ولكن ليس منمق إلا أنها تنقل روح تلك الأيام الدرامية وتحاول تشكيل نفسها للمستقبل ولأنه لم يكن هناك وقت كافٍ ، فقد تمت قراءة الإعلان من صفحة مستنسخة ، ووقع الموقعون الـ 37 – أعضاء مجلس الدولة المؤقت – أسمائهم على ورقة فارغة. وقد أدرجت النسخة الرسمية للإعلان وفيما بعد تم وضعه على شكل لفافة ووضعت في علبة فضية.
إقامة دولة لليهود
عقد المؤتمر الصهيوني الأول في عام 5657 بالتاريخ العبري (1897) ، عندما استدعي ثيودور هرتزل والذي يمثل الأب الروحي للدولة اليهودية وأعلن في المؤتمر عن حق الشعب اليهودي في الولادة الوطنية في بلده. وفي نوفمبر 1917 تم الاعتراف بحق تكوين الدولة الاسرائيلية من خلال “وعد بلفور” والذي قيل عنه أنه وعد من يملك لمن لا يستحق، وتم تأكيده من خلال عصبة الأمم، والذي أعطى بشكل فعال للشعب اليهودي في إعاد بناء دولته ووطنه . نجح الكيان الصهيوني في الترويج سياسياً وعالمياً بالمذابح التي تعرضوا لها أوروبا، حيث أستغلتها أعلانياً كدليل للحاجة الضرورية للبحث عن حل لمشكلة تشرد اليهود في جميع أنحاء العالم، وبالتالي كان هناك حاجة مُلحة لإعادة تأسيس الكيان الصهيوني كدولة “أرض الميعاد” مما سيؤدي إلى منح المواطنين عضوية كاملة مثل أي مجتمع. هاجر اليهود الذين نجوا من المحرقة النازية في أوروبا ومعظم دول العالم إلى أرض الذين اعتبروها حقاً للكيان الصهيوني “فلسطين”، وظلواً فى استمرار دعايتهم فى العالم للتأكيد على أن أرض فلسطين هي الحق الأصيل لهم ولابد أن يحصلوا على وطن لهم. ساهمت الجالية اليهودية أثناء الحرب العالمية الثانية في الترويج للحصول على نصيبها الكامل في النضال الأمم ضد القوى النازية الذين اعتبروها “قوى الشر” واعتبروا أنفسهم أنهم يدعون للحرية، وظلت جهودها الحربية مما أعطاها شرعية بين الدول والشعوب التي قامت بتأسيس الأمم المتحدة. قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار قرارًا في 29 نوفمبر 1947 بإقامة دولة يهودية في أرض الكيان الصهيوني. طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة سكان أرض إسرائيل باتخاذ خطوات فعلية على أرض الواقع لتنفيذ هذ القرار . أعتبر الخبراء أن هذا الاعتراف رسمياً من جانب الأمم المتحدة لإقامة دولة لا يمكن بأى حال من الأحوال الرجوع فيها بل أصبح أمر حتمي. أكدت الجمعية العامة على أن هذا القرار حقاً طبيعياً للشعب اليهودي أن يكون صاحب قراره ويقرر مصيرة وأن تكون له دولة قومية ويتمتع بالسيادة على أراضيها. بعد كل هذه القرارات اجتمع أعضاء مجلس الشعب اليهودي وممثلو الجالية اليهودية في أرض إسرائيل والحركة الصهيونية، اجتمعوا بعد انتهاء الانتداب البريطاني على أرض فلسطين التي اعتبروها أنها أرض الدولة الإسرائيلية بموجب هذا تم إنشاء الدولة اليهودية تُعرف باسم “دولة إسرائيل”
إعلان توقيع وثيقة الاستقلال
تم عقد وإعلان التوقيع عن وثيقة الاستقلال في عشية السبت ، السادس من عام 5708 (15 مايو ، 1948) ، بعد أنتهاء الانتداب البريطاني وحتى يتم عقد انتخابات لتشكيل السلطات المُختصة والمنتخبة للدولة وذلك وفقاً لدستور خاص بالدولة الإسرائيلية، بعد أن يتم اعتماده من قبل الجمعية التأسيسية المنتخبة في موعد أقصاه 1 أكتوبر 1948 . كما أقر على عمل مجلس الشعب كمجلس مؤقت للدولة ، وجهازه التنفيذي ، فضلاً عن الإدارة الشعبية ، والتي اعتبروها بمثابة الحكومة المؤقتة للدولة اليهودية ، ليتم تسميتها لـ “دولة إسرائيل” الكيان الصهيوني. نصت وثيقة الاستقلال على فتح أبواب الهجرة أمام اليهود بالإضافة إلى استقبال وتجميع اليهود الذين تم نفيهم . وأكدت الوثيقة على أنها سوف تعتمد على تنمية الدولة لصالح جميع السكان؛ مشيرة إلى أنها سوف ستستند إلى مبادئ الحرية والعدالة والسلام وفقاً لتصورات أنبياء إسرائيل. أشارت الوثيقة إلى أنها سوف تعمل على تحقيق المساواة الكاملة بين المواطنين في الحقوق الاجتماعية والسياسية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس ؛مؤكده على ستضمن حرية اللغة والدين والتعليم والثقافة ؛ كما أنها سوف تعمل على حماية الأماكن المقدسة لجميع الأديان وفقاً لما جاء بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
شكل وثيقة الاستقلال تتكون اللفافة الخاصة بوثيقة الاستقلال لإعلان إقامة دولة إسرائيل من ثلاثة أجزاء هما القسمان العلويان، وهما مصنوعان من ورق يشبه الرق ، بينما يحتوي الجزء السفلي على التوقيعات المصنوع من الرق الحقيقي. كما تم معالجة أجزائها الثلاثة مما جعلها تبدو متطابقة كما أنه تم ختمها بختمع الشمع وشرابة قطنية مرفقة.حيث تتم الاحتفاظ بإعلان الاستقلال في ظروف خاصة في أرشيف دولة إسرائيل ، وأصبح متاح للجمهور للمرة الأولى منذ سنوات عديدة.[1] أقسام وثيقة الاستقلال تنقسم وثيقة الاستقلال إلى أربعة أقسام: أولهما يعرض تاريخ الشعب اليهودي ومدى كفاحه لتأكيد وجوده السياسي والاعتراف الدولي بحقه على أرض فلسطين. وثانيهما القسم العملي الذي يعلن بشكل رسمي عن إقامة دولة اسرائيل. وثالثهما عبارة عن مجموعة المبادئ المرتبطة بفكر دولة اسرائيل،وأخيراً التوجه إلى هيئة الأمم المتحدة وإلى السكان العرب في اسرائيل والدول العربية ويهود الشتات. عرضت الوثيقة في القسم الأول وفق ما جاء في تعبيراتها العلاقة التاريخية والحضارية بين شعب اسرائيل وأرضه منذ فجر التاريخ كما يسوقون، أنهم تعرضوا للاغتراب حتى عصر الصحوة في الوقت الحاضر وبعدها ما نجحت فيه إسرائيل من الاعتراف الدولي الذي يؤكد على حق الشعب اليهودي في إقامة وطنه على أرضه وفقاً لدعايتهم الذين يقومون بتسويقها بأن أرض فلسطين هي أرضهم، كما أكدت الوثيقة على تعرض اليهود إلى كارثة وهي محارق في أوروبا، كما يوثقون اشتراك الشعب اليهودي في الحرب العالمية الثانية بهدف محاربة الأعداء، كما جاء قرار الأمم المتحدة رقم 181 والذي داعي إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين وهنا يُقصد القصد به القرار الخاص تقسيم فلسطين. وكما جاء بها مسؤولية مجلس الشعب الذي يكون بمثابة السلطة التشريعية والتنفيذية المؤقتة التى تؤدي إلى استقرار الأوضاع السياسية والعسكرية في البلاد كما يشير إلى ضرورة إجراء انتخابات رسمية، لوضع اجزاء من قانون العودة الذي أصدرته الكنيست. أما القسم الثاني حددت به تعليمات مرتبطة باقامة الدولة، وتحديد اسمها وسلطتها وهيئتها وإصدار دستور على يد هذه الجمعية التحضيرية، وغيرها من مؤسسات الدولة. كما يري رجال القانون أن هذه الوثيقة هي بداية انتظام حكم سياسي جديد، ومصدر للتشريع في المستقبل من قبل السلطة التشريعية. القسم الثالث يضُم الوثيقة هو إعلان خاص بمبادىء الخطوط السياسية وهي ” دولة يهودية قومية، ديمقراطية، مفتوحة لإستيعاب كافة يهود، وتؤكد علي مبدأ المساواة لمواطنيها . كما تلتزم الوثيقة في آخر قسم إلى الدول المحيطة بأنها تمد يدها بالسلام والتعاون المتبادل والمشترك مع الشعب الصهيوني. وتختتم أخيراً الوثيقة بنداء للشعب اليهودي من أجل الهجرة للبناء والتعمير وتقرير مصيرهم لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة. كما نجد أن الحكومات الإسرائيل والقضاء لا تعد وثيقة ملزمة قانونياً، كما ورد بل أنه من الممكن أن تكون مصدر إيحاء لتشريع بعض القوانين والأنظمة.
| |
|